صورة لموقع بناء جسر مزدوج مع عدد من المسارات

تهدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 إلى تطوير الاقتصاد السعودي وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للأعمال والاستثمار حيث تسعى إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع يعتمد على عدة مصادر دخل، دون الاعتماد على النفط بما في ذلك السياحة والخدمات اللوجستية والطاقة النظيفة، مما سيساعد على توفير فرص عمل جديدة وتعزيز جودة الحياة.

تتضمن خارطة الطريق لمشاريع البنية التحتية الطموحة في المملكة العربية السعودية، العديد من المشاريع في كافة المجالات من التطوير الحضري، مثل مشروع نيوم، والذي يهدف إلى بناء مدينة ذكية في شمال غرب المملكة، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع الرياض الخضراء والقدية ومشروع جبل عمر وغيرها، والمشاريع السياحية مثل مشروع البحر الأحمر ومشروع السودة للتطوير ، وأمالا وفي مجال الطاقة تماشيًا مع رؤية 2030 أعلنت المملكة عن العديد من المشاريع مثل مصنع إنتاج الألواح والخلايا الشمسية ومختبر الموثوقية ومشروع تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية ومشروع سكاكا للطاقة الشمسية، وفي قطاع النقل والمواصلات مشروعات مثل القطار السريع، الذي يهدف إلى ربط مدن المملكة بشبكة قطارات عالية السرعة، مثل مشروع مترو الرياض جدة بالإضافة إلى العديد من مشروعات الطاقة المتجددة والاستثمار في السياحة.

تتطلب مشاريع البنية التحتية الحديثة إدارة فعالة وموثوقة للغاية لمواجهة التحديات المتعددة في مثل هذه المشاريع العملاقة مثل إدارة كم هائل موارد والتعامل مع العديد من الجهات المعنية، بما في ذلك المالكين والمقاولين والموردين والمستخدمين النهائيين، والحكومات المحلية، والوطنية، وغيرها. حيث يمكن أن تتسبب الإدارة السيئة لمشاريع البنية التحتية في تأخيرات وزيادة في التكاليف وقد تؤدي إلى انخفاض جودة المشروع والتعرض للمخاطر. ومن بين العوامل الرئيسية التي يتعين على شركات البناء اعتبارها عند إدارة مشاريع البنية التحتية هي التزام تلك المشاريع بمعايير الاستدامة والكفاءة. ولذلك، يجب على شركات المقاولات العمل تحسين أنظمة إدارة مشاريع البنية التحتية واتباع أساليب جديدة لإدارة مشاريع التشييد والبناء.

ما هي إدارة مشاريع البنية التحتية؟

تتضمن إدارة مشاريع قطاع البنية التحتية العديد من المهام مثل تخطيط وتنسيق وإنجاز مجموعة واسعة من المشاريع المتعلقة بتطوير أو صيانة أو تحسين أنظمة البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور والأنفاق وخطوط الأنابيب ومحطات تحلية المياه، ومحطات معالجة الصرف الصحي والموانئ والمطارات والمباني الحكومية والمدارس والمستشفيات وأنظمة الطاقة والاتصالات والتكنولوجيا الحديثة وغيرها، مما يتطلب إدارة مراحل مختلفة مثل التخطيط والتصميم والتنفيذ والتشغيل والصيانة وإدارة المخاطر والتكاليف والجدول الزمني للمشروع. وتهدف إدارة مشاريع البنية التحتية إلى توفير البنية التحتية المناسبة لدعم الاقتصاد والتنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.

تحديات إدارة مشاريع البنية التحتية

في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على البنية التحتية المستدامة، يواجه متخذو القرار وشركات البناء العديد من التحديات في إدارة مشاريع البنية التحتية بطريقة فعالة والتي قد تظهر في أي مرحلة من دورة حياة المشروع، ومن أبرز هذه التحديات:

التنسيق والتعاون بين الجهات المختلفة: يتطلب تنفيذ مشاريع البنية التحتية التعاون والتنسيق بين عدة جهات وأطراف، بما في ذلك الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي.

الحفاظ على التكاليف ضمن الميزانية: تتطلب مشاريع البنية التحتية استثمارات كبيرة، ويعتبر التحكم في التكاليف والحفاظ على الميزانية تحديًا رئيسيًا. يتطلب ذلك تحديد الأولويات وتحديد موارد المشروع بشكل دقيق، وضمان تخطيط فعال للمشروع والتحكم الجيد فيه خلال جميع مراحله.

إدارة المخاطر: تتضمن إدارة مشاريع البنية التحتية مواجهة العديد من المخاطر المحتملة، مثل التأخير في التسليم، أو زيادة التكاليف، أو تغيير المواصفات، أو الأحوال الجوية السيئة وغيرها. يجب على إدارة المشروع تحديد هذه المخاطر مسبقًا وتحديد إجراءات احترازية للحد منها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها عند الحاجة.

الامتثال للمتطلبات التنظيمية: مثل اللوائح البيئية، وقوانين البناء، ومعايير السلامة. وهذا يشمل إدارة شاملة للموارد والمخاطر، ومراقبة الجودة، وضمان الجودة يمكن أن يؤدي عدم الامتثال للقوانين واللوائح التنظيمية إلى تأخير المشروع، والنزاعات القانونية، والإضرار بالسمعة.

 الجدول الزمني للمشروع: تعتبر إدارة الجدول الزمني لمشروع البنية التحتية تحديًا كبيرًا للمسؤولين عن المشروع، حيث يحدد الجدول الزمني للمشروع الجهود التي يجب تنفيذها ويساعد على تحديد الأهداف والمهام اللازمة. ومن الممكن أن يتأثر الجدول الزمني بالعديد من العوامل مثل التغييرات في الظروف الجوية والبيئية، وتأخيرات في تسليم المواد والمعدات، ومشاكل في العمليات الإدارية، وغيرها. لتخطيط وإدارة الجدول الزمني بنجاح، يجب أن يكون المشروع مرتبطًا بالموارد والأشخاص اللازمين لإنجازه، وعند حدوث تأخيرات غير متوقعة يجب اتخاذ إجراءات لتقليل التأثيرات السلبية وإعادة جدولة المهام اللازمة.

مزايا استخدام برامج إدارة مشاريع البنية التحتية

عادة ما تكون مشاريع البنية التحتية أكثر تعقيدًا وأكبر حجمًا من مشاريع البناء التقليدية، وتحتاج إلى تخطيط وتنفيذ دقيقين بشكل يسهم في تحقيق الأهداف بنجاح. يتحمل مدراء هذه المشاريع مسؤولية إدارة عدد كبير من الموارد والمقاولين من الباطن، إلى جانب تنفيذ مجموعة من المهام الهائلة، ولذلك فإن الحلول البرمجية تلعب دورًا حيويًا في إدارة مشاريع البنية التحتية، حيث تلبي جميع الاحتياجات التشغيلية المختلفة لإدارة المشاريع. وتشمل هذه الحلول إدارة المهام، وإدارة المخططات ومستندات المشروع، وجمع المتطلبات، وإدارة المقاولين من الباطن، وتقييم المخاطر، وضمان الجودة، وتخصيص الموارد. توفر هذه الحلول أدوات قوية ومتقدمة لتسهيل عملية إدارة المشاريع، وتحسين التعاون بين أعضاء الفريق وتعزيز الإنتاجية. كما أنها توفر رؤى مهمة عن المشروع وأداء فريق العمل، مما يساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة والتحكم في المشاريع بشكل أفضل، وتحقيق الأهداف بنجاح ومن بين تلك المزايا:

  1. الشفافية

يشارك في مشاريع البنية التحتية العديد من الأطراف المشاركة في المشروع، وهذا يجعل من التعامل مع المشكلات المحتملة وتتبع التقدم أمرًا صعبًا. ومن هنا، تلعب الحلول البرمجية دورًا حيويًا في إدارة مشاريع البنية التحتية، حيث تساهم برامج إدارة مشاريع البنية التحتية مثل PlanRadar في تعزيز الشفافية في المشاريع من خلال توفير نظام إدارة مشاريع شامل يجمع بين العديد من الأدوات الرقمية والوظائف التي تتيح رؤية فورية لتقدم المشروع والميزانيات والمقاييس الأخرى لجميع أصحاب المصلحة المشاركين في المشروع. يتم تخزين المستندات والتقارير والوثائق الهامة في مكان واحد آمن ومتاح للجميع، مما يسمح بالوصول السريع إلى المعلومات المحدثة والموثوقة في أي وقت ومن أي مكان.

علاوة على ذلك، تتيح منصة PlanRadar للمستخدمين إنشاء قائمة بجميع المشاكل والعيوب والمخاطر المحتملة المتعلقة بالمشروع والتي يتم تحديثها بشكل فوري. كما يمكن توثيق هذه القوائم بالصور والأوصاف والمعلومات الإضافية اللازمة، مما يوفر إمكانية الاطلاع الفوري على حالة المشروع وتطوراته، ويسمح باتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب والتحرك بسرعة لمعالجة المشكلات مما يساهم في تعزيز الشفافية في المشاريع وتحسين التواصل والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة المختلفين، مما يؤدي إلى تحسين جودة العمل وإنجاز المشاريع في حدود الميزانية وتبعًا للجدول الزمني.

  1. تعزيز التواصل والتعاون

تتطلب مشاريع البنية التحتية التعاون والتواصل بين كافة المشاركين في المشروع من المعماريين والمهندسين والمشرفين وشركات المقاولات لإنجاز مشاريع عالية الجودة ضمن الجدول الزمني وفي حدود الميزانية. ويساهم استخدام البرمجيات والحوسبة السحابية في إدارة مشاريع البنية التحتية في تعزيز التواصل والتعاون المشترك بين كافة المشاركين في المشروع من خلال توفير منصة مركزية واحدة للتواصل وإدارة المستندات والمخططات الرقمية، وإدارة المهام ومتابعة إنجازها.

كما يمكن دمج نمذجة معلومات البناء BIM مع برمجيات إدارة المشاريع لتعزيز التواصل والتعاون ومشاركة التعليقات والآراء على التوأم الرقمي مما يتيح إمكانية الوصول لكافة المشاركين في المشروع للمعلومات والبيانات اللازمة من أي مكان وفي أي وقت، حيث يتيح نمذجة معلومات البناء BIM الوصول إلى النماذج الرقمية المشتركة لفهم أفضل لكيفية عمل بنية المشروع وكيف يجب أن يتقدم بمرور الوقت. باستخدام هذه النماذج الرقمية المشتركة، يمكن تنفيذ التغييرات بسرعة وتعاونية مع وجود لمحة عامة عن خطة المشروع الإجمالية. لا يقتصر الأمر على إبقاء الجميع على اطلاع على آخر المستجدات وحسب، بل إنه يساعد أيضًا في منع الأخطاء والحد من المخاطر وتجنب التأخيرات المكلفة التي يمكن أن تحدث عن طريق سوء التواصل والوصول إلى التغييرات أو التحديثات مما يجعل إدارة المشاريع البنية التحتية أكثر فاعلية وسلاسة.

  1. تخصيص وإدارة الموارد

عادة ما يتم تمويل مشاريع البنية التحتية من قبل الحكومة، لذلك يجب على مديري المشاريع توخي الحذر الشديد عند تخصيص وإدارة الموارد لتجنب تجاوز التكاليف والتي تعد أحد التحديات الرئيسية في إدارة مشاريع البنية التحتية.

يساعد استخدام التقنيات الحديثة لإدارة المشاريع مثل برنامج إدارة مشاريع البنية التحتية على تحسين استخدام الموارد، وتحسين كفاءة المشروع وبالتالي خفض التكاليف وذلك بفضل قدرتها على توفير عرض كامل ودقيق للبيانات المالية والموارد والجداول الزمنية، وتحليلها لتحديد التباينات والتأثيرات المحتملة على المشروع بشكل عام. وبالتالي، يمكن لمديري المشاريع اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق أهداف المشروع وتجنب التجاوز عن التكاليف المحددة مسبقًا.

ومن خلال تحسين استخدام الموارد، يمكن تعزيز الكفاءة الإنتاجية للمشروع وخفض تكاليفه، مما يتيح للحكومات توفير المزيد من الأموال والموارد لتنفيذ مشاريع أخرى ذات أهمية مماثلة. لذلك، فإن استخدام أدوات رقمية لإدارة المشاريع يعد ضروريًا لتحقيق النتائج المطلوبة بأقل تكلفة ممكنة.

  1. إدارة المخاطر

مع مشاركة العديد من الأطراف المعنية في مشاريع البنية التحتية مثل شركات المقاولات والمقاولين من الباطن، تعتبر مشاريع البنية التحتية أكثر عرضة للمخاطر مقارنة بمشاريع البناء التقليدية، مما يجعل من الضروري تخفيف المخاطر قدر الإمكان.

تتمثل إحدى الطرق الفعالة للقيام بذلك في توظيف برامج إدارة البناء التي تسمح بالتوثيق في الوقت الفعلي والتواصل بين الأطراف، وتوفير الوقت والجهد في عملية المشروع. مع القدرة على تتبع الميزانية وتكاليف المواد يمكّن المسؤولين من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أحداث التقدم، وضمان تقليل المخاطر ويتم تحديد أي مشكلات بسرعة قبل أن تصبح مشكلة باهظة التكاليف.

يساعد استخدام التكنولوجيا عن بُعد لجدولة وتتبع الموارد على تحسين الموارد المتاحة التي تقلل من التأخيرات التي يمكن أن تساهم بشكل أكبر في تجاوزات التكاليف. يمكن لبرامج إدارة البناء تمكين الفرق من العمل أكثر ذكاءً من أجل نتائج مشروع البنية التحتية الناجحة.

  1. تحقيق الامتثال

يعد الامتثال لقوانين ولوائح البناء أمرًا غاية الأهمية لمديري المشاريع خاصة في مشاريع البنية التحتية، وتعتبر البرمجيات من الأدوات الحيوية في تحقيق الامتثال في مشاريع البنية التحتية، حيث توفر حلول تقنية متقدمة تدعم إدارة المشاريع والمراقبة والتحكم في الجودة، والامتثال بالمعايير، واللوائح المحلية والدولية.

تساهم البرمجيات بشكل كبير في إدارة المستندات والأوراق الرسمية للمشروع، مما يساعد على ضمان أن تكون المعلومات دقيقة ومحدثة ومتاحة لجميع المتعاملين في المشروع. كما توفر البرمجيات الحلول المناسبة لإدارة جودة المشروع وتحديد المخاطر المحتملة، وتقييمها وإدارتها بطريقة فعالة، كما توفر حلولًا لإدارة الامتثال بالمعايير، واللوائح والمتطلبات المحلية والدولية.

 بالإضافة إلى ذلك، تساعد البرمجيات في إدارة عقود المشروع وضمان التزام جميع المتعاملين بالشروط والمتطلبات المحددة في العقد، وإدارة الموارد المتاحة للمشروع بشكل فعال.

بشكل عام، تساعد البرمجيات في تحقيق الأهداف المحددة للمشروع وتضمن الامتثال بالمعايير واللوائح والمتطلبات المحلية والدولية، مما يساهم في إنجاز المشاريع بنجاح وفعالية.

الخاتمة:

شهد قطاع البنية التحتية في المملكة العربية السعودية نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. ومع تزايد الطلب على الكفاءة والاستدامة، بالإضافة إلى ظروف السوق المتغيرة باستمرار، يجب أن تكون شركات البناء قادرة على المنافسة من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة لإدارة مشاريع البنية التحتية. فبفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبحت إدارة مشاريع البنية التحتية أكثر سهولة، حيث تساعد برامج إدارة مشاريع البنية التحتية على تبسيط العمليات وتحسين التواصل بين فرق العمل المختلفة وضمان الامتثال للمعايير اللازمة، وباستخدام المعلومات المحدثة بشكل فوري، يسهل اتخاذ القرارات السليمة.

هل ترغب في إنجاز مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية؟ استخدم منصة PlanRadar مجانًا لمدة 30 يومًا لإدارة مشاريع البنية التحتية بكل سهولة الآن.