يُمكن لصناعة البناء والتشييد الحد من التغير المناخي والحفاظ على البيئة، حيث تولد الصناعة أكثر من ثلث غازات الاحتباس الحراري عالم ويُمكن لصناعة البناء أن تُقلل من أثرها البيئي تطبيق ممارسات البناء المستدام.

image of a green infrastructure project building

ساهمت تقنيات البناء الأخضر على مدار السنوات الماضية في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحد من النفايات والمخلفات الناتجة عن مشاريع البناء والتشييد، بالإضافة إلى ترشيد استخدام الطاقة.

يتجه قطاع البناء إلى التوسع في تطبيق أساليب البناء المستدام في ظل الزيادة المستمرة لتكاليف مواد البناء التقليدية بالإضافة إلى الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز.

ما هو البناء الأخضر؟

يشير مصطلح “بناء مستدام” إلى طرق البناء التي تعطي الأولوية للاعتبارات البيئية طويلة الأجل، مع تعزيز كفاءة البناء، وخفض التكاليف. يتطلب ذلك توازنًا بين الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقليل إنتاج النفايات، والحد من البصمة الكربونية

البناء الأخضر أو البناء المستدام هو استخدام أساليب وتقنيات تُساهم في الحد من الأثر السلبي للمباني على البيئة وخفض بصمتها الكربونية، والمساهمة في حسين كفاءة استخدام المياه والطاقة، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين جودة المعيشة والبيئة الداخلية، وذلك من خلال تطبيق تلك التقنيات في كافة مراحل مشروع البناء بدءًا من مرحلة التخطيط واختيار الموقع، إلى التصميم، والتشييد، وتشغيل وصيانة المباني.

وقد بدأ الاهتمام بالبناء المستدام في الإمارات العربية المتحدة يزداد خلال السنوات الماضية، وذلك بفضل إدراك وحرص الإمارات على أهمية الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، لذا فقد وضعت أهدافا طموحة لتحقيق الحياد المناخي خلال السنوات المقبلة من خلال تشريع وتنفيذ سياسات مستدامة للعمل المناخي بهدف الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

فوائد البناء الأخضر

يُساهم تطبيق أساليب البناء المستدام في توفير استهلاك الطاقة مما يساهم في خفض فواتير المياه والكهرباء لأصحاب المنازل بالإضافة إلى تخفيف العبء على شبكات الكهرباء، بالإضافة إلى توفير نفقات وتكاليف أعمال الصيانة لاعتمادها على مواد طبيعية لها عمر افتراضي أطول وتتطلب صيانة أقل، وتساهم مواد البناء الصديقة للبيئة في الحفاظ على البيئة لأنها تتحلل طبيعيًا دون إنتاج مواد مضرة مقارنة بمواد البناء التقليدية.

يتم تشييد المباني الخضراء مع التركيز على الاستدامة البيئية حيث إنها تقلل من التأثير السلبي للبناء على البيئة من خلال استخدام الموارد المتجددة، واستخدام المواد المعاد تدويرها، والحد من النفايات وإعادة تدويرها بالإضافة إلى ترشيد استهلاك الطاقة مما يساعد في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المعروفة باسم غازات الاحتباس الحراري، وتحسين جودة المعيشة في الأماكن المغلقة للبشر. وتشمل مزايا البناء المستدام:

تحسين جودة الهواء في المنازل

يتم تصميم البيوت الخضراء للاستفادة القصوى من الضوء الطبيعي والتهوية، وخفض تركيز غازات ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين والمواد الكيميائية الضارة الأخرى الموجودة المباني.

فمن خلال تحسين تدوير الهواء وزيادة كمية الهواء النقي داخل البيوت الخضراء، يمكن الحد من التعرض للسموم والمواد المسببة للحساسية، تحسين صحة المقيمين في المبنى وتعزيز الشعور بالراحة بشكلٍ أكثر مما يشعرون به في المباني التقليدية مما له تأثيرًا إيجابيًا على تحسين جودة الحياة.

الحفاظ على الموارد الطبيعية

تُساعد المباني الخضراء في الحفاظ على الموارد الطبيعية بعدة طرق مثل انخفاض الحاجة إلى مواد بناء جديدة فعلى سبيل المثال، عندما يتم استخدام الأسقف الخضراء، فإن أصحاب المنازل يحفظون الموارد اللازمة لعزل الحرارة والصوت، أو مكونات البناء الأخرى مثل الحوائط الجافة، بالإضافة إلى قدرتها على تعزيز العمر الافتراضي للمبنى.

تساهم المباني المستدامة الصديقة للبيئة -بالإضافة إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية- في الحد من احتياجات تطوير الأراضي لأن المبنى الأخضر يتطلب خرسانة أقل ومساحة أقل بشكل عام مما تتطلبه طرق البناء التقليدية.

الحد من البصمة الكربونية

يشير مصطلح البصمة الكربونية إلى حجم انبعاثات الغازات الدفيئة التي يتم انتاجها بسبب الأنشطة الشخصية أو الصناعية، ويتم حساب البصمة الكربونية للشخص عن طريق قياس كمية ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى التي ينتجها بمرور الوقت.

يُعد بناء البيوت الخضراء أحد أكثر الطرق تأثيرًا لتقليل البصمة الكربونية للفرد، فوفقًا لوكالة حماية البيئة، فإن بناء منزل معتمد من نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة والمعروف اختصارًا باسم ليد LEED، يُمكنه توفر ما بين 30% إلى 50% من الطاقة مقارنة بالمباني التقليدية. فعلى سبيل المثال، ستولد الألواح الشمسية الموجودة على أسطح المباني الخضراء كهرباء مجانية لسنوات، مما يوفر لمالكي المنازل فواتير المرافق الشهرية، وتخفيف الأحمال على شبكة الكهرباء، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تقدر بنحو 20%.

يُمكن للمباني الخضراء المساهمة في تقليل البصمة الكربونية، والمساعدة الحد من التغير المناخي من خلال استخدام مواد بناء صديقة للبيئة. فيمكن اختيار أرضيات البامبو لأنها أفضل للبيئة حيث تتطلب طاقة أقل للإنتاج والتصنيع عن الأرضيات الخشبية.

توفير نفقات وتكاليف البناء والتشغيل

تساهم أساليب البناء المستدام في ترشيد استخدام الطاقة بشكل كبير وذلك بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح وبالتالي خفض تكاليف التدفئة والتبريد الإجمالية حيث تستطيع المباني الخضراء خفض تكاليف الطاقة بنسبة 30% مقارنة بالمباني التقليدية بسبب اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. هذا لا يساعد فقط في توفير النفقات، ولكنه يُقلل أيضًا من التأثير البيئي للمبنى.

يُساعد استخدام أساليب البناء المستدام في خفض تكاليف البناء من خلال استخدام مواد البناء الموفرة للطاقة وتقنيات البناء الذكية، كما يمكن أن تساهم المباني الخضراء في خفض تكاليف البناء من خلال تحسين عزل وتغليف المبنى، واستخدام تقنيات التبريد والتدفئة السلبية، وتقليل النفايات الناتجة عن عمليات البناء، وزيادة إنتاجية البناء. بالإضافة إلى ذلك، تساهم طرق البناء المستدامة في تقليل تكاليف تشغيل وصيانة المبنى وإطالة عمر مواد البناء.

تعزيز الكفاءة في كافة مراحل دورة حياة المبنى

تحتاج المباني الخضراء إلى عمليات صيانة وإصلاح أقل من المباني التقليدية، كما انها أكثر متانة، وعمرها الافتراضي أطول مما يعني أن أصحاب المنازل الخضراء سيوفرون المال على المدى الطويل عندما يختارون طريقة بناء صديقة للبيئة

تعتبر تكلفة أعمال الصيانة والإصلاح للمباني الخضراء أقل من المباني التقليدية، كما أنها أكثر مقاومة للتلف مما يعني أنها لن تحتاج إلى الكثير من الصيانة.

المباني الخضراء لديها معدل إهلاك أقل لمواد البناء من المباني التقليدية الأخرى مما يعني أن قيمتها ستنخفض بمعدل أبطأ من تلك غير الخضراء بعد بنائها أو تجديدها بالطرق التقليدية مثل الهياكل الفولاذية أو الحوائط الجافة.

الخاتمة

يساهم البناء الأخضر في تحسين جودة الحياة ورفاهية العيش، وتوفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية بالإضافة إلى الحد من البصمة الكربونية. ويُعد البناء الأخضر والمستدام اتجاهًا واعدًا في قطاع البناء، ويجب شركات البناء والتشييد التوسع في تطبيق ممارسات البناء الخضراء لتعزيز التنمية المستدامة.

هل تتطلع إلى البدء في استخدام أساليب البناء الأخضر؟ استخدم منصة PlanRadar مجانًا لمدة 30 يومًا أو اتصل بنا لمعرفة كيف يُمكن لـمنصة PlanRadar دعم مشروعاتك.